ريادة

رجل الأعمال (سهيل الطيار).. العلاقات العامة شغفه والمصداقية رأس ماله

استهل (سهيل بن بكر ناصر الطيار) عمله براتب 4000 ريال في إحدى شركات المقاولات السعودية .. أسس شركته بـ25 ألف ريال جمعها من رواتبه الخاص.. بدأت بموظفَيْن ولديه اليوم نحو 30 موظفًا.. لامست العلاقات العامة وتنظيم المؤتمرات شغفه.. واكتسب خبرته من مركز الدراسات العربي الأوروبي.. بدأ من باريس وحاليًا يمتلك أربعة مكاتب.. حين بدأ كانت العلاقات العامة تكاد تكون معروفة بالمملكة.. وفي 2017 نظم احتفالية (لك القيادة) وكان الحضور مهيبًا.

سهيل الطيار, هو الرئيس التنفيذي لشركة نطاق الأعمال للعلاقات العامة وتنظيم المؤتمرات والمناسبات، ونائب رئيس مجموعة الطيار للاستشارات الدولية في القاهرة وباريس، وشريك في شركة الدكتور صالح الطيار للاستشارات القانونية.

درس إدارة أعمال جامعة الإسراء الأردن، دبلوم ميكانيك

وُلد سهيل الطيار في المدينة المنورة، وتفتحت عيناه على “طيب معاملة الحجاج”، لقد كان والده من الرواد العاملين في مجال الحج والعمرة، تلك المهنة التي استقطبت الكثير من عائلات مدينته، وهنا نشأ وكبر في بيئة تتقن فن التجارة، وتعلم مبكرًا كيف يبني العلاقات، ويدير الأزمات، ويحافظ على السمعة الطيبة.

وبعد الانتهاء من الدراسة، جذبه مجال العلاقات العامة ولامس شغفه، وسرعان ما تعلم أسراره ومداخله، وبدأ بالعمل به من خارج السعودية منظمًا عددًا من المؤتمرات، والمناسبات على شرف رؤساء وحكام الدول، قبل أن ينتقل للعمل داخل المملكة في وقت كانت العلاقات العامة مجالاً يكاد يكون معروفًا محليًّا.

رجل الأعمال وخبير العلاقات العامة سهيل بكر الطيار الرئيس التنفيذي لشركة نطاق الأعمال للعلاقات العامة وتنظيم المؤتمرات يروي في حواره لمجلة “الرجل” حكاية ربع قرن من تجربة دولية الملامح، سعودية الجذور والهوى والنكهة.

البداية بجمع الرواتب

كان يلازم والده بعمله في خدمة الحجاج (كمزور لحجاج) المدينة المنورة، وهو في سن الثانية عشرة، يقول: “تعلمت خلالها التجارة، كثيرًا ما كنا نبيع ونشتري بعض المواد والهدايا التي يفضلها زائرو المدينة”، ومن ثم انتسبت إلى الثانوية الصناعية واكتسبت خبرة في مجال الميكانيك، ولكن طموحه الدراسي لم يتوقف هنا، فقرر الانتقال إلى الأردن لمتابعة تحصيله الجامعي حيث اختار تخصص إدارة الأعمال.

ولم يمض وقت طويل حتى بدأ العمل في شركة للمقاولات براتب لم يتجاوز 4000 ريال، وبعد أربع سنوات قرر افتتاح سجله التجاري الخاص، والإبحار في مشروعه الشخصي، مضيفًا: “بدأت العمل مع ابن عمتي في شركته الخاصة للمقاولات براتب 4000 ريال، وبعد بضع سنوات، قررت الانفصال والاتجاه للعمل الحر، وقد قدمت الأوراق المطلوبة واستخرجت سجلي التجاري في عام 1988م تحت اسم مؤسسة الطيار برأس مال 25 ألف ريال جمعتها من عملي السابق.

الانضمام لـ مركز الدراسات في باريس

في عام 1994 انضم للعمل مع مركز الدراسات في باريس، حيث نضجت خبراته العملية في مجال العلاقات العامة وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات، ولامس هذا العمل ميوله واهتماماته قائلاً: “أمتلك الشغف في هذه النوعية من الأعمال، ولعل الشرارة بدأت لدي عندما حضرت إحدى المؤتمرات في باريس في عام 1993م، ومن ثم قررت الانضمام للمركز وبدء العمل في المجال نفسه، وكنّا في كل عام ننظم مؤتمرًا على شرف رئيس دولة”.

خبرة تجاوزت الربع قرن

حين افتتح شركته، لم يكن مجال العلاقات العامة معروفًا في السعودية، حيث كانت معظم الشركات يديرها مقيمون، أو مستثمرون.

 سهيل الطيار: “كان مجال العلاقات العامة حكرًا على شركات خارجية، أو على المقيمين في السعودية، وحقيقة لم يكن المجال معروفًا جدًّا إلا على نطاق ومفهوم بسيط”.

ويضيف: “لكن تعلقي وشغفي هو الدافع للاستمرار، تعلمت كثيرًا من التفاصيل، قرأت كثيرًا من الكتب والتجارب، تعرفت على كثير من الموجودين في المجال، وتعلمت منهم خطوة خطوة، حتى ثبتنا ورسخنا أقدامنا، وكان أول مؤتمراتنا في باريس، وآخرها أيضًا هناك أي ما يقارب 27 عامًا من الخبرة”.

وعن أول مؤتمر عمل على تنظيمه قال: “كانت البداية في عام 1994م وكان مؤتمرًا اقتصاديًّا تحت رعاية جامعة الدول العربية وبرئاسة الدكتور عصمت عبد المجيد رحمه الله”.

وأضاف: “من ثم توالت المنتديات والمؤتمرات، حيث أقمنا مؤتمرًا في عام 1995م عن الاقتصاد العربي برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي، وفي عام 1996م كان في المغرب على شرف ملك المغرب رحمه الله، وفي عام 1997م كان في بروكسل على شرف المفوضية الأوروبية”.

وبحسب حديث رجل الأعمال سهيل الطيار بدأ العمل بموظفين اثنين فقط، فيما يبلغ عدد موظفي الشركة حاليًا 14 شخصًا في الإدارة، و16 موظفًا.

وأوضح أن الشركة أخذت في التوسع وبات يندرج تحت اسمها أكثر من قسم، منها إدارة الأملاك، والعلاقات العامة، وتنظيم المؤتمرات، والدعاية والإعلان، والتسويق للغير، وإعداد وكتابة المحتوى الإعلامي.

احتفال مهيب

أول ما بدأ رجل الأعمال سهيل الطيار في مجال العمل كان في حدود المؤسسة الصغيرة تحت اسم مؤسسة سهيل الطيار وشركائه، ومن ثم، ومع تقادم السنين، واكتساب الخبرة، وانتشار الاسم قرر تحويلها إلى شركة مضيفًا: “بدأنا كمؤسسة محدودة الموظفين، ولكن ما إن بدأنا بالتوسع، حتى أصبح لدينا ارتكاز حقيقي في السوق المحلي.

وأول احتفال نظّمناه محليًّا كان بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز (مسابقة القرآن الكريم).

وفي عام 2017م ومع بداية السماح للمرأة السعودية بالقيادة نظّمنا احتفالاً كبيرًا، وأول منتدى للمرأة الذي شهد إقبالاً مهيبًا حيث وصل عدد الحضور إلى 2000 سيدة في أول يوم”.

وأكد أن السوق المحلي تغير وأصبح أكثر مرونة وتقبّلاً لكل الموجودين في قطاع العلاقات العامة والأعمال، حيث إن معظم الفعاليات أخذت صفة المناقصات ومن تتوفر لديه كل الشروط يرسو عليه العمل من خلال منصة (اعتماد).

ونبه إلى أن ثمة فارقًا جوهريًّا ما بين الأمس واليوم في آلية العمل، خصوصًا أن مجال التنظيم في السابق كان تحت مظلة شركات خارجية، فيما أتيح أخيرًا الفرصة لكثير من السعوديين العاملين في القطاع أخذ حصة سوقية جيدة، وأصبح الفرق للأحسن.

خطط العام الجديد

وترجمة لتفاؤله في السوق السعودية يكشف رجل الأعمال سهيل الطيار عن خططه القريبة قائلاً “لدينا اتفاقيات وعقود منها ما سيتم إبرامها، ومنها ما نتفاوض عليه، ولعل من أهمها اتفاقية الغرف الخليجية، إضافة إلى أننا نعمل حاليًا على تنظيم منتديين داخل السعودية وهي من المنتديات التي أخرتها كورونا (منتدى الاقتصاد الثاني وسيتم في مدينة رأس الخيمة) وجرى تأجيله لشهر أكتوبر 2023، وأيضًا (منتدى صاحبات الأعمال الخليجي الخامس) في مدينة جدة بالتعاون مع الغرفة التجارية مارس 2023م.

إضافة إلى أننا بصدد عقد اتفاقيات لأكثر من منتدى وملتقى ولكن لن يتم الإفصاح عنها إلا في الأيام القادمة حتى يتم توقيع العقود والاتفاقيات الخاصة بها”.

التوسع في الفروع

وعن فكرة التوسع بعدد الفروع محليًّا أو دوليًّا قال: “لدينا خمسة مكاتب في أربع دول (السعودية، فرنسا، مصر، والمغرب) والحمد لله أثبتنا تفوقًا وجدارة في تنظيم المنتديات والمؤتمرات خارجيًّا وكانت على مستوى مشرف جدًّا حيث كنا ننظمها على شرف حكام دول، وأعتقد أننا من الشركات الرائدة في مجال العلاقات العامة والاستشارات الإدارية والدعاية، حيث نعمل جنبا إلى جنب مع عملائنا لتحقيق نتائج متفوقة تتواكب ورؤية السعودية الجديدة”.

ونوه بأن الشركة احتفلت بعيدها السابع والعشرين في عام 2019م، وتم تحوّلها من شركة الطيار للعلاقات العامة إلى نطاق الأعمال المحدودة، التي تعمل لتحويل الشركات نحو التحول الوطني للمملكة استجابة للوضع الاقتصادي والسوقي.

 الثقة من أولوياته

وعن أهم الدروس في تجربته الطويلة يقول: “أخذنا عن الوالد كثيرًا من الحكم، وتأتي المصداقية والثقة من أولوياتها، ومن أبرز ما تعلمته منه أنا شخصيًّا وتعلمت من عملي في مجال الحج هو الثقة، والاعتماد على النفس، والصبر على مجريات وتقلبات الأمور”.

وأضاف مؤكدًا أن “التخطيط السليم، والوقوف على كل معلومة لدى الطرف الآخر هو سر النجاح، والاستمرارية، وتعلمت من أخي الكبير وقدوتي الدكتور صالح بكر الطيار فن البروتوكول والدبلوماسية في العلاقات العامة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى