منوعات

دراسة: الرجال يميلون إلى المبالغة في تقدير درجات حاصل الذكاء (IQ) أكثر من النساء

عندما يُطلب من الناس تقدير ذكائهم، سيقول معظمهم أنهم أعلى من المتوسط (Above average)، على الرغم من أن هذا يعد احتمالا غير محتمل إحصائيا، ويعتبر هذا تحيزا إدراكيا طبيعيا، ويمتد إلى أي سمة مرغوبة اجتماعيا، مثل الصدق والأمانة والشجاعة والقدرة على القيادة وما إلى ذلك، وهذا النمط في التفكير والاعتقاد شائع جدا، لدرجة أنه يُعرف باسم “تأثير فوق المتوسط  “The Above-average Effect

وفقا لدراسة حديثة نشرت في مجلة Frontiers in Psychology، وُجِدَ أن الرجال يميلون إلى المبالغة في تقدير درجات حاصل الذكاء (IQ) أكثر من النساء، وبشكل عام عندما يُطلب من الناس تقدير معدل الذكاء لديهم، يعتقد الرجال أنهم أكثر ذكاءً مما هم عليه، في حين أن تقديرات النساء أكثر تواضعا، وهذه النتائج توصلت لها دراسات نفسية واجتماعية كثيرة، ووصف عالم النفس “أدريان فرنهام” هذه الظاهرة بـ”غطرسة الذكور مقابل تواضع الإناث – Male hubris versus female humility“.

كتب الباحث النفساني “ديفيد ريلي” من جامعة “جريفيث” الأسترالية في مجلة  The Conversation ، أن علماء النفس وباحثي الذكاء أكدوا أنه لا يختلف الرجال والنساء في معدل الذكاء الفعلي، وأنه ليس هناك جنس أذكى من جنس، فلا توجد فروق بين الجنسين في معدل الذكاء الفعلي، ومع ذلك، لم يتم إبطال هذا المفهوم إلا من خلال تطوير مقاييس موضوعية لتقييم الذكاء، ففي الماضي، كان يُعلن صراحةً أن الرجال هم “الجنس الأكثر ذكاءً”، وحتى اليوم، لا يزال الكثير من الناس يقبلون ضمنيا هذه الصورة النمطية.

في دراسة نفسية اجتماعية، طلب الباحثون من الآباء تقدير ذكاء أطفالهم، فتم تصنيف الأبناء على أنهم أكثر ذكاءً من البنات، وتم تكرار هذا الاكتشاف في جميع أنحاء العالم، مما يعكس الاعتقاد السائد أن الرجال أكثر ذكاءً من النساء، حتى بين النساء أنفسهن.

قد تكون الفروق بين الجنسين في تقدير الذات أيضا عاملا مهما، حيث يميل الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير الذات العالي إلى رؤية جميع جوانب حياتهم بشكل أكثر إيجابية، بما في ذلك القدرة العقلية والفكرية، وتقيم الفتيات والنساء تقديرهن لذاتهن بشكل عام أقل بكثير من الأولاد والرجال، ويظهر هذا الاختلاف في وقت مبكر في سن المراهقة.

يهتم علماء النفس التربوي بالصورة الفكرية الذاتية لأنها غالبا تكون نبوءة تحقق ذاتها: إذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع، فلن تفعل ذلك، وعندما تقلل الفتيات من قيمة ذكائهن في المدرسة، فإنهن يملن إلى اختيار دراسة المناهج التعليمية الأسهل والأقل تحديا، والبعد عن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهذه القرارات قد تحد من تعليمهمن وخياراتهن المهنية بعد المدرسة.

تعزز الدراسات النفسية والاجتماعية ظاهرة شائعة: غالبا ما يُعّلم المجتمع الرجال أن يكونوا واثقين جدا من أنفسهم، حتى عندما يكون هذا الاعتقاد مضللا تماما.

يقول علماء النفس أننا بحاجة إلى رفع تطلعات الفتيات إذا أردن الاستمرار في حل المشكلات المعقدة التي يواجهها مجتمعنا، وهذا يجب أن يبدأ في وقت مبكر بمعرفة الوالدين لطبيعة الذكاء، والاختلافات في تقدير الذات بين الأولاد والبنات.

من المهم لنا كآباء ومعلمين ومجتمع، من بناء ثقة الفتيات والشابات إلى مستوى يؤمن فيه بأنفسهن، ويتحررن من أوهام وشكوك الاعتقاد بأنهن أقل ذكاءً من أقرانهن من الفتيان والشباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى