منوعات

خلال الفترة من 1 إلى 2 أكتوبر.. انطلاق فعاليات “المنتدى الدولي لاستدامة القهوة السعودية”

رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان اليوم افتتاح “المنتدى الدولي لاستدامة القهوة السعودية” في جازان، الذي يقام بتنظيم من وزارة الثقافة تزامناً مع اليوم العالمي للقهوة، وذلك بفندق جراند ميلينيوم بمدينة جازان، بمشاركة عدد من المختصين في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية. وفقا لوكالة الأنباء السعودية واس.

وتجول سموه في المعرض المصاحب مطّلعًا على مشاركة العديد من الإدارات والمؤسسات، ودورها في تعزيز مكانة القهوة السعودية.

وألقى سموه كلمة في افتتاح المنتدى، أكد خلالها أهمية المنتدى في تسليط الضوء على القهوة السعودية والاستدامة في قيمتها، والحديث حول آليات تطوير صناعة القهوة، معرباً عن شكره لوزارة الثقافة لتنظيم الملتقى في منطقة جازان، ولجهودها في تعزيز مكانة القهوة السعودية كمنتج ثقافي من خلال إطلاقها لعام القهوة السعودية 2022، متمنيًا التوفيق للمشاركين في المنتدى.

بعد ذلك انطلقت جلسات المنتدى، حيث قدمت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي ميادة بدر خلال الجلسة الافتتاحية عرضا أبرزت فيه أهمية دور الموروث الثقافي في ذاكرة الأفراد والأمم، موضحة أن إستراتيجية الهيئة تركز على ترسيخ أفضل قيم الضيافة والثقافة في المملكة من خلال مختلف فنون الطهي بما في ذلك طرق تحضير وزراعة وإعداد القهوة السعودية.

وعدّد المدير العام لهيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية في جازان المهندس ظافر الفهاد أبرز جهود الهيئة في دعم وتطوير زراعة البن بالمملكة من خلال إنشاء محطة للتجارب الزراعية منذ أكثر من أربعين عاماً بهدف تطوير محاصيل زراعية ملائمة لطبيعة مناخ المحافظات الجبلية عموماً، وشتلات البن بشكل خاص، موضحاً توزيع الهيئة لـ 900 ألف شتلة بن، وإنشاء مجمع وراثي للبن لعمل البحوث والدراسات على مختلف أصناف البن، مشيراً إلى أن الهيئة أسست قاعدة بيانات إحصائية لجميع مزارعي البن بجازان يتم تحديثها دورياً، وتنفيذ مشروع مركز البن السعودي بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية، وافتتاح المشتل الآلي لرفع الطاقة الإنتاجية لشتلات البن إلى 800 ألف شتلة سنوياً، معلناً عن نية الهيئة إنشاء متحف البن السعودي بالشراكة مع وزارة الثقافة، وانضمام المملكة لمنظمة البن العالمية، مبيناً حصول الهيئة على الموافقة المبدئية لتلك المقترحات والبدء بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

واستعرضت الجلسة الثانية للمنتدى الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال في زراعة وإنتاج وصناعة القهوة واستدامة قيمتها، ومدى أهمية دور الصندوق التمويلي لزراعة أشجار البن، علاوة على مناقشة دور قطاع صناعة القهوة في الناتج المحلي الإجمالي للملكة، حيث بيّن أخصائي التنمية الريفية وسلسلة القيمة كارل وينهولد أن العديد من المزارعين المحليين في صناعة البن حول العالم يعانون من انخفاض الدخل والفقر في الآونة الأخير، موضحاً أنه من المحتمل إيجاد مسارات متسلسلة متنوعة، ومناطق تشغلها الجهات الفاعلة في صناعة البن عبر عدد من أساليب الإدراج، مشيراً إلى أنه على الكثير من صغار مزارعي البن العمل بشكل جماعي يضمن استمرارية أعمالهم وصناعاتهم.

وأشار رئيس قسم الأثر التنموي في صندوق التنمية الزراعية الدكتور بندر الربيعة إلى دور الصندوق التمويلي في زراعة أشجار البن بالمملكة بالمساعدة وتنمية القطاع الزراعي، ورفع كفاءته الإنتاجية باستخدام أفضل الأساليب العلمية والتقنية الحديثة، مضيفاً أن الصندوق يقدم خدماته الائتمانية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية الزراعية والمائية، كاشفاً عن أن الصندوق موّل خلال عام 2021 قرضين لإنتاج البن بقيمة تجاوزت 530 ألف ريال في منطقة جازان، مضيفاً أن البيانات الأولية للتمويل خلال  النصف الأول من العام 2022 توضح مقدار الاهتمام من مزارعي البن في منطقة جازان والتي تجاوزت قيمة الموافقات فيها أكثر من 10 ملايين ريال.

وأضاف أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال في جامعة الملك فيصل الدكتور حسن الهجهوج خلال الجلسة الثانية أن قطاع القهوة شكل حوالي 0.86 % من إجمالي الناتج المحلي للسعودية في 2020م، كاشفاً أنه من المتوقع أن يشكل حوالي 6.18 % خلال الخمس سنوات القادمة، وموضحاً أن عدد المقاهي وصل إلى 22000 مقهى في عام 2021م وأن تلك الزيادة صاحبها زيادة كبيرة في حجم وقيمة واردات المملكة من القهوة، مشيراً إلى زيادة تنشيط القطاعات الاقتصادية الأخرى المرتبطة بالمقاهي مثل صناعة الحلويات وغيرها .

وأكد أن صناعة القهوة بالمملكة تتميز بإنتاج يبلغ 300 طن من البن الخولاني السعودي ذي الجودة العالية الذي يتم استهلاكه محلياً، وتصديره إلى دول مجلس التعاون الخليجي، متوقعاً أن تصبح المملكة مركزاً رئيساً لإنتاج وإعادة تصدير القهوة ومنتجاتها عبر إنشاء مركز عالمي لوجستي متكامل على أحد المواقع على البحر الأحمر؛ للاستفادة من الميزة التنافسية لموقع المملكة بين عدة دول تنتج البن في قارة أفريقيا وآسيا وقربها من أسواق الاتحاد الأوربي التي تعـد أكبر مستهلك للقهوة ومنتجاتها في العالم.

وركزت الجلسة الثالثة للمنتدى على علاقة القهوة في صناعة الإبداع ودور المقهى في التواصل الثقافي، كما تم استعراض ورقة علمية حول القهوة من منظور اجتماعي، إضافةً إلى أهمية تاريخ القهوة العربية، وافتتحت الجلسة بورقة عمل للدكتورة زينب الخضيري بعنوان “القهوة وسر الإبداع: القهوة تلك التي ربطت العالم ببعضه” ناقشت خلالها أسباب شهرة القهوة وملازمتها للكثير من المثقفين والأدباء والمفكرين، وتفاصيل انتشارها حول العالم، وقالت المستشارة في المركز الوطني للدراسات الاجتماعية ” NCSS ” بالرياض كيرين كيلارد أن استهلاك القهوة في الشرق الأوسط بدأ منذ أكثر من 500 عام، حيث كانت تتم مشاركة القهوة مع الأفكار والمناقشات وتنتشر في كل قرية ومدينة ومركز تسوق وتوفر مكاناً للقاء لجميع الأعمار والأجناس والثقافات، مبينة أن عبارة “دعونا نذهب لتناول القهوة” انتشرت في المجتمع الحديث بوصفها استعارة للقاء مع الآخرين في بيئة اجتماعية للمحادثة والتفاعل الاجتماعي أثناء الاستمتاع بمشروب القهوة.

وتناول الباحث والأكاديمي بجامعة الملك سعود الدكتور عبد السلام السليمان البُعد التاريخي للقهوة منذ التعرف عليها كمشروب منشط، وموقف الخطاب الفقهي منها وتغيراته في هذا الشأن وصولاً إلى الوظائف الاجتماعية المتغيرة لها، ومدى تأثرها بعمق التغيرات التي تطال البناء الاجتماعي، والدور المنتظر للقهوة في صياغة علاقات الجيرة والحي، مختتمةً أعمال اليوم الأول للمنتدى بورقة عمل للكاتب والناقد محمد غبريس توضح تاريخ القهوة العربية ودورها وأهميتها، مبينًا أن القهوة تستحق أن تكون سفيرة السلام في هذا العالم المثقل بالنزاعات.

ويهدف المنتدى الذي يُختتم غدًا إلى تعزيز مكانة القهوة السعودية محلياً ودولياً كرمز وموروث للثقافة السعودية، والاستفادة من تجارب المنظمات الدولية في صناعة القهوة، علاوة على استعراض أبرز التحديات والعقبات التي تواجه العاملين في مختلف قطاعات صناعة القهوة واستزراع البن من أجل خلق حلول لتلك المشكلات، وإيجاد مزيد من الفرص في المجالات ذات الصلة، إضافةً إلى تعزيز الجهود المحلية للجهات المعنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى