حلول مبتكرة

تقنية مبتكرة من شأنها تحويل الهواء إلى ماء.. تعرف على التفاصيل

“الحصول على الماء”.. أحد أكبر التحديات التي تواجه عالمنا العربية، وبصفة خاصة الدول التى تتميز بيئة صحراوية. ويتجلة هذا الأمر بصورة جلية في منطقة الصحراء العربية، ودول الخليج العربي التي بشتى الوسائل إلى توفير مياه الشرب، أبرزها تحلية مياه البحر. لكن يبدو أن ثمة تقنية مبتكرة جديدة يمكن أن تغير من طريقة الحصول على المياه بشكل غير مألوف. فبدلًا عن حفر الآبار أو تحلية مياه البحر، يبدو أن المنطقة العربية على موعد مع طريقة مبتكرة من شأنها انتزاع الرطوبة من الهواء، ومن ثم تحويلها إلى مياه معبأة في زجاجات مصنع على بعد 20 كيلومترًا من مدينة دبي، وذلك عبر شركة تكنولوجيا أمريكية، فيما قد يكون أول عملية واسعة النطاق من نوعها في العالم.

الطاقة المتجددة

ستستخدم شركة “زيرو ماس ووتر” الطاقة المتجددة بدلًا عن الوقود الأحفوري الذي يشغّل العديد من منشآت تحلية المياه في دبي وبقية مدن الإمارات العربية المتحدة.

يمكن أن يقدم هذا المشروع نموذجًا للدول الأخرى ذات البيئة القاحلة لإنتاج مياه الشرب بطريقة أكثر استدامة، وهو ما يمكن أن يحفز الابتكارات في مجال الزراعة لتحسين الأمن الغذائي.

يشرف على عملية التصنيع هذه من الجانب الإماراتي شركة «IBV» ، التي ستشتري المياه، ويمتلك الشركة بطي بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، أحد أفراد العائلة المالكة في دبي، والتي ستبيع المياه في زجاجات إلى الفنادق والمشترين الآخرين.

تجري أعمال بناء المنشأة الجديدة في قرية لهباب، وهي مركز لتربية الإبل ورحلات السفاري الصحراوية. وستعمل محطة التعبئة بالطاقة الشمسية، والزجاجات المستخدمة ستكون قابلة لإعادة التدوير، وأغطية الزجاجات مستدامة، وهي مصنوعة من الخيزران.

تكنولوجيا تحويل الهواء إلى ماء

الجهاز المستخدم في عملية تحويل الهواء إلى ماء يطلق عليه اسم مولد الماء من الجو (AWG)، وهو جهاز يستخرج الماء من رطوبة الهواء. يمكن استخراج بخار الماء في الهواء عن طريق التكثيف، وهي عملية تبريد الهواء تحت نقطة الندى، وهي درجة الحرارة التي يبرد فيها الهواء بمكوناته المختلفة، عند ضغط جوي محدد ليتكثف بخار الماء إلى مياه سائلة مثل الندى. ويمكن استخراج بخار الماء أيضًا عبر تعريض الهواء للمجففات.

وعلى عكس أجهزة إزالة الرطوبة (dehumidifier) ، صمم مولد الهواء من الهواء لتقديم المياه الصالحة للشرب. وتعد هذه الأجهزة مفيدة في الأماكن التي يصعب أو يستحيل فيها الحصول على مياه الشرب النقية، لأنه توجد دائمًا كمية صغيرة من الماء في الهواء يمكن استخراجها. الطريقتان الأساسيتان المستخدمتان لاستخراج الماء هما: التبريد، أو عبر المجففات.

صعوبات وتكلفة مرتفعة

تجدر الإشارة إلى أن التقنية الجديدة ستكون في البداية قادرة فقط على إنتاج ما يصل إلى 2.3 مليون لتر سنويًا من الماء المعبأ، وهو ما يعني حجم حمام سباحة أولمبي نموذجي فقط.

وتملك دولة الإمارات واحدًا من أعلى معدلات استهلاك المياه المعبأة في العالم، بمعدل 250 لتر في السنة للفرد الواحد. وهو ما يعني أن كمية المياه المنتجة بالتقنية الجديدة تكفي احتياجات 9200 شخص فقط في السنة.

كما أن تقنية تحويل الرطوبة إلى مياه لا يزال أكثر تكلفة بكثير من عملية تحلية المياه. هذا يعني أن المياه المنتجة بالتقنية الجديدة ستكون في نفس فئة العلامات التجارية المستوردة الراقية مثل «إفيان» و«فيجي» التي تباع محليًا مقابل حوالي 10 دراهم إماراتية (2.72 دولار) للتر الواحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى