جديد العلوم

تعرف على الفارق بين خدمات تلسكوب “جيمس ويب” وتلسكوب “هابل”

بعد قيام تلسكوب جيمس ويب التابع لناسا بنشر أول صور له مؤخراً, والضجة التي صاحبت هذه الصور أود توضيح بعض الأمور بحكم تخصصي:  

السؤال الذي تبادر لذهن الكثير، لماذا يتم اطلاق تلسكوب جديد في الفضاء  بتكلفة قُدرت ب 10 مليار دولار ولدينا تلسكوب هابل الذي اطلق عام 1990 وكان السبب في اكتشاف العديد من الأسرار الكونية وباقي التلسكوبات الفضائية ؟

تليسكوب هابل يقوم برصد الضوء المرئى والفوق البنفسجي ويمكن لأدواته مراقبة جزء صغير جداً من طيف الأشعة تحت الحمراء (من 0.8 إلى 2.5 ميكرون) ولكن تليسكوب جيمس ويب تم تصميمه للتركيز على الجزء تحت الأحمر من الطيف من 0.6 (الضوء الأحمر) إلى 28 ميكرون (الأشعة تحت الحمراء)، وهذا يعنى أنه  سيكون قادرًا على التركيز على الأشياء الساطعة التى تعمل بالأشعة تحت الحمراء مثل المجرات البعيدة.

 *لماذا تعتبر رصد الأشعة تحت الحمراء مهمة لعلم الفلك؟

النجوم والكواكب التي تكونت للتو تكمن مخبأة خلف شرانق من الغبار التي تمتص الضوء المرئي. (وينطبق الشيء نفسه على مركز مجرتنا). ومع ذلك، يمكن لضوء الأشعة تحت الحمراء المنبعث من هذه المناطق أن يخترق هذا الغطاء المترب ويصل إلينا وبالتالي يكشف ما بداخله.

مقراب هابل

*ما هو حجم تلسكوب هابل وجيمس ويب الفضائي؟

يبلغ طول هابل 13.2 مترًا ويبلغ قطره الأقصى 4.2 مترًا أي أن حجمه يصل إلى حجم قاطرة كبيرة ( شاهد الصور )

بينما يبلغ طول الواقى الشمسى لجيمس ويب حوالى 22 مترًا × 12 مترًا أى يعد فى نصف حجم طائرة 737، أما حاجب الشمس هو بحجم ملعب تنس ( شاهد الصور)

تليسكوب هابل يدور حول الأرض علي مسافة 570 كم بينما سيدور تليسكوب جيمس ويب حول الشمس علي مسافة 1.5 مليون كم فوق الأرض.

تلسكوب جيمس ويب

هناك مرصد هيرتشيل الفضائي الذي اطلق عام 2009 وهو عبارة عن تلسكوب عامل بالأشعة تحت الحمراء تابع لوكالة الفضاء الأوروبية، ويقع هذا التلسكوب حالياً في النقطة L2، نفس المكان الذي استقر عنده جيمس ويب ويرصد أيضًا الموجات تحت الحمراء ولكن الفرق الأساسي بين ويب وهيرتشيل هو مجال الطول الموجي حيث يعمل ويب في المجال من 0.6 إلى 28.5 ميكرون، في حين يعمل هيرتشيل في المجال من 60 إلى 500 ميكرون. وحجم تليسكوب ويب اكبر من هابل وهيرتشيل وهابل ، فقطر مرآته يبلغ 6.5 متر، مقابل 3.5 متر لتلسكوب هيرتشيل و 2.4 متر لتلسكوب هابل وهذا سيتيح لتلسكوب جيمس رصد الكثير من الأجرام السماوية التي لم نرصدها من قبل (في التعليقات شاهد الفارق بين الصور المرصودة بالموجات المرئية visible light وتلك التي رصدت بالموجات تحت الحمراء infrared ).

د. أحمد عبد الباسط

محاضر الفلك بكلية منهاتن – الولايات المتحدة الأمريكية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى